هنالك جامعة بدأت نشاطها منذ عدة سنوات، تُدرّس مجالات علوم الحاسوب وريادة الأعمال وغير ذلك عبر شبكة الإنترنت، ويدفع الطالب أقساطه الدراسية ويحصل بعد فترة الدراسة (عدة سنوات) على شهادة من هذه الجامعة. اسمها «جامعة الناس» أو “University of People”.
هذه جامعة إسرائيلية، مقرها إسرائيل ومؤسسها إسرائيلي.
يمكنك التأكد من ذلك عبر استعراض معلومات الجامعة واسم مؤسسها هنا من هذه المقالة على nytimes، ثمّ يمكنك استعراض صفحة هذا الشخص على ويكيبيديا وستجد أنه إسرائيلي.
أجد هذه الجامعة بدأت تروج جدًا لنشاطاتها خصوصًا بين الطلاب العرب تحديدًا؛ وكأنه وجه من أوجه التطبيع الخفي مع إسرائيل أنه لا بأس أن يتخرج الطلاب العرب من مختلف أنحاء العالم العربي من الجامعات الإسرائيلية. لديهم صفحة فيسبوك باللغة العربية ويعملون العديد من الإعلانات المدفوعة لها بين المستخدمين العرب (أنا وصلني الإعلان شخصيًا).
وللأسف بعض ضعاف النفوس لا يعبؤون بذلك، بئس التعليم وبئس الشهادة والله!
على المهتمين بالموضوع الحذر والتحذير منها وعدم الانضمام إليها أو الترويج لها مهما قدّمت من تخفيضات ومنح دراسية. هذا فضلًا عن كون شهادتها افتراضية وهي غير معترف بها في معظم دول العالم أصلًا.
تحديث في 2023م شهر مارس: يخاطبني بعض السفهاء أدناه بتعليقاتٍ من نوع “عادي، نحن نطلب العلم، الحكمة ضالة المؤمن، حصلنا على منحة مجانية”… ينسى هؤلاء الهلاميّون أن تخرجهم من هذه الجامعة وتسويقهم لها هو جذب للمال لها؛ فيصبح اسمها مذكورًا على ألسنة الناس ويريدون معرفتها والتسجيل فيها بعد أن كانت مغمورة، وكل هذا لأن صاحب المنحة المجانية العبقري هذا لا يدرك أن تخرّجه بشهادة هذه الجامعة هو تسويق مباشر لها ورافعٌ لاسمها بين اسم الجامعات، مما يدفع الطلاب الذين ليس لديهم منحة إلى التسجيل فيها أيضًا.
هذه تغريدة لمؤسس هذه الجامعة على تويتر، وهو يشكر الحكومة الإسرائيلية نفسها على ترويجها له (رابط)! ويروّج لجامعته عبر منح مجانية للطالبات الأفغانيات “اللواتي يعانين من الجحيم تحت طالبان”، أي أن الجامعة هي وسيلة تغلغل أخرى في المجتمعات هذه.
جمع هذا الصهيوني المال الكافي لفتح الجامعة من مؤسسة أخرى افتتحها قبل ذلك تهدف إلى “توفير التعليم للإسرائيليين المحرومين منه في المجتمعات غير الصديقة”… فأنت هنا لا تتحدث عن مسكين ذنبه الوحيد أنه ولد كإسرائيلي ثم تخلّى عنها وذهب للخارج، بل تتحدث عن صهيوني بحت. الرجل حرفيًا يقول لك أن هدفه من فتح الجامعة هو التطبيع وجعل الأمر عادي أن يدرس عربي مع إسرائيلي:
وهذه مقابلة أخرى يتحدث فيها عن رؤيته للصراع وإسرائيل، يقول فيها بالحرف أن هدفه من إنشاء الجامعة هذه أصلًا هو جمع الفلسطينيين والإسرائيليين مع بعضهم البعض في مجال التعليم بهدف السلام! (أرشيف، أرشيف 2).
صرنا في وقتٍ فيه الكثير من الجامعات الأخرى التي تعمل عن بعد وليس هذه الجامعة فقط، فلا يأتي بعدها هلامي ليحصر العلم في هذه الجامعة الصهيونية. لسنا نتحدث عن جامعة “يهودية” حتى يستشهد أحد بالتعامل مع اليهود، بل هذه صهيونية مركزها إسرائيل ومؤسسها خدم بالجيش الإسرائيلي نفسه.
والعجيب، كل العجب، أن هؤلاء أنفسهم يفرحون بموقف لاعب رياضي مثلًا عندما ينسحب من مواجهة لاعب إسرائيلي، رغم أنها مباراة رياضية فقط لا أكثر، بل ويعتبرونه “تطبيع” أن يلعب لاعب عربي مع لاعب صهيوني. ثم فجأة عندما نتحدث عن برنامج دراسي مدته 4 سنوات في الجامعات الصهيونية يطير هذا العنفوان والإباء، وتصبح الحكمة ضالة المؤمن حتى في بالوعة بني صهيون. ويكأن العلم ليس موجودًا إلا عند هؤلاء.
من أكبر الوسائل التي تمتلكها الأمة العربية والإسلامية للضغط على الصهاينة هي مقاطعة جامعاتاتهم ومؤسساتهم ومنتجاتهم، والحد من انتشارهم ونفوذهم، ثم تجد أبناء جلدتنا في الأسفل لا يهمهم إلا حياتهم الدنيا وما فيها من شهادات وليذهب كل شيء بعده إلى الجحيم.
أسأل الله تعالى ألا يبارك لأي إنسان يسجل فيها، وأن تبقى طوال عمرها غير معترف بها فيكون كل من سجل فيها قد صرف سنوات من عمره أدراج الرياح ليذوق وبال أمره. وأسأل الله تعالى أن يعجّل بهلاك هذا الكيان الصهيوني نفسه؛ فيذهب هو وهذه الجامعة معه عن هذا العالم للأبد.