إن لم تمتلك مدونة فامتلك

يجب على كل إنسانٍ معاصر قادر على امتلاك مدونة شخصية أن يمتلكها.

يزورك فيها الناس ليتعرفوا عليك وعلى أفكارك، أو لربما يتصلون بك عبرها للاتفاق على خدمات وصفقات ومشاريع يمكنك أن تنفذها. تنشر فيها بأريحية عن كل ما يمكنك النشر عنه، ضامنًا وجودك في هذا العالم وأن كل شخصٍ يبحث عن شيءٍ متعلق بالمجالات التي تجيدها سيصل إليك.

دونها، ستظل مجرد حساب فيسبوك وتويتر يمكن إغلاقه في أي وقت أو سلب المحتوى منه، هذا عدا عن أن حسابات التواصل الاجتماعي غير مناسبة للأرشفة والبحث وتصفح المحتوى والمقالات، بل هي بوابة لنشر منشورات وتغريدات سريعة لإيصال الرأي والفكر لا أكثر ولا أقل، وتنتهي فاعليتها – غالبًا – بعد 24 ساعة من نشر التغريدة أو المنشور.

المدونة أكبر من ذلك، المدونة هي بيتك الرقمي.

  • تعرّف فيها عن نفسك وخبراتك للآخرين.
  • توثّق فيها تجاربك في الحياة في مختلف المجالات.
  • تتواصل مع أناس آخرين قد يشاطرونك نفس الاهتمامات، ويعلّقون على محتواك.
  • تنشر فيها أفكارك عن أي شيء تريده، ضامنًا أنها لن تنتهي بمجرد موتك.

أعرف الكثير من الأصدقاء المتخصصين أصحاب الخبرات الذين عملوا في العشرات من الشركات على امتداد حياتهم واكتسبوا تجارب لا تعد ولا تحصى، لكن ببساطة لا أحد يعرفهم، لأنهم لم يكتبوا عن تجاربهم ولم ينشروها أو يوثّقوها في مدوناتٍ شخصية.

بالنسبة للعالم الخارجي، هؤلاء غير موجودين، إن ماتوا فجأة فلن يعرف أحدٌ عنهم شيئًا إطلاقًا سوى من تعامل معهم مباشرةً، وحتى من تعاملوا معهم مباشرةً لن يعرفوا كل شيءٍ عنهم، بل فقط ما تعاملوا معهم به.

سينقضي أثرهم وينتهي بمجرد وفاتهم، لأنه لا يمكن الوصول لأفكارهم وآرائهم وما أنتجوه من نتاج فكري بعد موتهم. والمدونة الشخصية هي أسهل وأبسط حل لتجنب ذلك؛ فقط أنشأ مدونة وضع رابطها في حساباتك على مواقع التواصل.

تكلفة المدونة الشخصية بسيطة:

  1. 10$ ثمن اسم نطاق سنويًا (مثل 142.93.175.42).
  2. 5$ شهريًا ثمن خادوم VPS من أحد شركات الاستضافة.
  3. الباقي فقط تثبيت برمجة ووردبريس (أو أي نظام إدارة محتوى تريده) وعمل المدونة الشخصية.

إن لم تكن تريد كل هذا، فيمكنك ببساطة البدء مع المدونات المجانية من ووردبريس، فقط سجّل عندهم وستحصل على مدونة مجانية يمكنك فعل ما تشاء بها. بعد أن تبني جمهورك وتصبح قادرًا على الدفع، يمكنك الانتقال إلى خادومك الخاص.

توفيت قبل يومين أحد الأخوات ممن كان لهن فضل في مواجهة الخطاب النسوي والذكوري، وحث الناس على فعل الخير، هناء الماضي رحمها الله، أثرها لم ينتهي بوفاتها، ببساطة لأنها منشورة على مدونتها الشخصية وقناتها على تلجرام.

1 comment / Add your comment below

  1. شكرا لك على الموضوع الشيق, انا اقرؤه اليوم لانه اخر يوم يفصلني عى تجديد اشتراك مدونتي الشخصية للمرة الثالثة, أقصد تكاليف النطاق و الاستضافة, و أنا في صراع حول قرار التجديد من عدمه لأني عانيت طويلا من حبسة الكاتب, و من مدى قناعتي بالنيتش و المواضيع التي اكتب عنها و هل اكتب من اجل المال ام من اجل الفضفضة, لم اجرب التخلي عن موقع من قبل و لكني اتصور ان يختفي الموقع غداة انتهاء اجال التسديد, لذلك لم افهم ماذا تقصد ببقاء المدونة الشخصية بعد وفاة صاحبها؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *